بيان المراد بالصالحين من العبيد والإماء

قال الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور:32]، ونكاح الإماء والعبيد جاء مقروناً مقيداً بقوله جل وعلا: {وَالصَّالِحِينَ} [النور:32]، واختلفت كلمة المفسرين في المقصود بمعنى الصالحين هنا على قولين: فقال بعضهم: إن الصلاح المقصود به الصلاح الإيماني، بإتيان الطاعات واجتناب المحرمات، وهذا ظاهر الرأي.

وقال آخرون -وهو الذي أرجحه-: إن المقصود أنهم صالحون للنكاح، وصالحون لأن يرعوا أسراً، وصالحون لبيت الزوجية؛ لأن الصلاح الأول عام لا يمكن تخصيص الإماء والعبيد به دون الأحرار، لكن الثاني يحسن التخصيص به؛ لأن الإنسان إذا رأى في عبده قدرة على النكاح وإقامة بيت زوجية رغبه في ذلك الأمر، وإلا فالأصل أن يبقيه على ما هو عليه في نطاق العبودية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015