هناك لفتة مهمة جداً يلحظها من أمعن النظر في سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وشيخ الإسلام هو من هو! ومع ذلك لما حبس في سجنه الأخير وخلا بربه سبحانه وتعالى، وبدأ يشتغل بالقرآن الكريم ويستخلص فوائد وعبر وكنوز القرآن الكريم، أبدى شيخ الإسلام في بعض تصريحاته ندماً على ما أنفق من عمره السابق في غير التأمل في كتاب الله، وقال: إنه لو كان فعل ذلك واشتغل بالقرآن عما عداه لأخرج إلى الأمة كنوزاً من العلم، ومن فوائد القرآن العظيم، أو كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
فالشاهد أن شيخ الإسلام في أيامه الأخيرة بدا منه بعض التأسف على عدم الاشتغال بالقرآن الكريم.
وشيخ الإسلام كانت له أوراد، وكان يكتب في علوم القرآن كثيراً بلا شك، وشيخ الإسلام أصلاً كان في موقع المجاهد والمدافع أمام أهل البدع والضلال، ومع ذلك لما خلا بالقرآن وأمعن النظر فيه، وتوثقت صلته أكثر وأكثر بالقرآن الكريم في سجنه صرح بهذا التصريح.
فبلا شك أن في هذا عبرة لمن ما زال لديهم فرصة والعمر فيه متسع ألا يقدموا على القرآن غيره، فأي شيء يشغلك عن القرآن فهو شؤم ما لم يتعين عليك، فما دام أن الأمر خارج حدود الفروض العينية فحذار أن تشتغل بغير القرآن الكريم.