يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى وهو يذكر بعض مظاهر تعظيم القرآن الكريم وتنزيهه: أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته، وأن من جحد منه حرفاً مما أجمع عليه أو زاد حرفاً لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر.
قال الإمام الحافظ أبو الفضل القاضي عياض رحمه الله: اعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه، أو سبهما، أو جحد حرفاً منه، أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر، أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك، أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين.
وقال النووي أيضاً: أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه، قال أصحابنا وغيرهم: ولو ألقاه مسلم في القاذورات -والعياذ بالله تعالى- صار الملقي كافراً.
قال: ويحرم توسده -أي: يحرم أنه يستعمل القرآن كوسادة- بل توسد آحاد كتب العلم حرام.
فلا يجوز أن يستعمله كوسادة، ولا نقبل أبداً من أحد من المتنطعين أو المتفيهقين الذي يقول لك: ما الدليل؟ فالدليل هو إجماع المسلمين على وجوب تعظيم القرآن، وهل من تعظيم القرآن أنك تتخذه وسادة أو متكأً تتكئ عليه والعياذ بالله؟! فالتنطع بأن يقال: ما الدليل في مثل هذا؟ وهذا أيضاً من النتوءات الشاذة، فلا يجوز أن يستعمل القرآن كمخدة أو وسادة أو يتكئ عليه، فهذا بلا شك من سوء الأدب مع كتاب الله تبارك وتعالى.
ويقول النووي: وروينا في مسند الدارمي بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة: أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول: (كتاب ربي، كتاب ربي).