من أسباب الارتقاء بالهمة: إرادة الآخرة، وجعل الهموم هماً واحداً، ومعنى إرادة الآخرة: تمحيص الإرادة والنية والقصد إلى طلب الآخرة بلا منازع، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء:19]، ولا تجدون في القرآن الكريم آية فيها الكلام على أن من يسعى للدنيا بنفس المثابة، وإنما {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء:19]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من كانت همه الآخرة جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت همه الدنيا فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له) فالرزق لا يأتي به حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، بل الرزق مضمون، أما الجنة فليست مضمونة إلا بالعمل الصالح.