قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: لما أردت أن أطلب العلم قلت: يا رب! إنه لابد لي من معيشة.
ورأيت العلم يدرس -أي: ينسى ويهجر-، فكنت أفرغ نفسي لطلبه، وسألت ربي الكفاية.
وعزم على طلب العلم فتكفلت والدته بالإنفاق عليه، وقالت: اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي.
فأخذ يتلقى العلم عن شيوخه المتعددين، وعن كل من يحمل علماً أو خبراً، وكان سفيان الثوري كثير الاهتمام بطلب العلم، وذكر أبو نعيم أن سفيان الثوري كان إذا لقي شيخاً كبير السن سأله: هل سمعت من العلم شيئاً؟ فإن قال: لا رد عليه وقال: لا جزاك الله عن الإسلام خيراً.
ومن مظاهر اهتمامه بالعلم أنه كان يقول: ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث؛ فإنه مسئول عن تعليم ولده.
ولم يكن اهتمام سفيان بالعلم مقصوراً على طلبه، بل كان يعمل به، ويحرص على إشاعته بين الناس، والدعوة إليه، روى ابن معين عنه أنه كان يقول: ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم، وكان يقول: لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا.
وقال ثعلب: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو خمسين سنة!