قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: أول من كتبت عنه الحديث أبو يوسف.
تلقى الإمام أحمد الحديث ببغداد من سنة تسع وسبعين ومائة إلى ست وثمانين ومائة، ولزم عالماً كبيراً من علماء الحديث والآثار ببغداد لمدة أربع سنوات، وهو هشيم بن بشير بن أبي حازم الواسطي المتوفى سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وسمع الإمام أحمد -أيضاً- من عبد الرحمن بن مهدي وأبي بكر بن عياش، وكان في طلبه للعلم مثال الجد والحرص والنشاط.
يحكي الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن طلبه العلم وهو طفل صغير جداً فيقول: ربما أردت البكور في الحديث.
أي: كان أحياناً يريد التبكير في الخروج في طلب العلم؛ لأن المعلوم أن البركة في البكور، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم! بارك لأمتي في بكورها)، وهو الوقت الذي بعد صلاة الفجر، فكان يخرج قبل أذان الفجر حتى يلتمس الحديث، يقول: ربما أردت البكور في الحديث، فتأخذ أمي بثيابي حتى يصبح الناس.
وقال: لو كان عندي خمسون درهماً لخرجت إلى جرير بن عبد الحميد.