يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك علمه نصاً واستنباطاً، والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه.
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا وقد كان أهل العلم رحمهم الله تعالى يلاقون المصاعب والشدائد في تحصيلهم للعلم.
والإمام ابن هشام النحوي صاحب كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) و (قطر الندى وبل الصدى) نصح طلبة العلم بالصبر على مشاق العلم والتحصيل؛ إذ هو شرط في نيل المراد العزيز الغالي، فيقول رحمه الله: ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل ومن لم يذل النفس في طلب العلا يسيراً يعش دهراً طويلاً أخا ذل فعلى المسافر أن يقطع السفر ويصل إلى البلد الذي يسافر إليه بلزوم الجادة وسير الليل، فإذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل إلى مقصده؟! الجد بالجد والحرمان في الكسل فانصب تصب عن قريب غاية الأمل فعليك -يا طالب العلم- أن تجد في التحصيل؛ فإن الأمر كما قال ابن الجنيد: ما طلب أحد شيئاً بجد وصدق إلا ناله، فإن لم ينله كله نال بعضه.
فعلى طالب العلم أن يحرص على علو الهمة في طلب العلم.