ومن علامات السعادة وعلامات إرادة الله سبحانه وتعالى الخير بالإنسان وتيسيره اليسر أن يجد نفسه تسمح بالبذل، فإذا وجد نفسه تسمح بالبذل ليطمئن لهذه العلامة، وليعلم أن الله سوف يفتح له أبواب الخير؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ} [النساء:128]، وقال أيضاً: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9].
فالإنسان إذا بذل إما أن نفسه تشح بالبذل وبالمساعدة، وإما أن يسلط عليه الشيطان جنوده ونوابه من زاوية أو صديق أو إنسان بخيل، ووقتها يقول له: أولادك! وكيف تنفق؟! فأنت أولى، وأنت أحوج إلى هذا المال.
فإذا وسوس لك أحد بمثل هذا الكلام إذا أرادت يدك أن تبذل في سبيل الله وسبيل قضاء حاجات الناس، فتذكر قوله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]، فهؤلاء الذين يعظونك هذه الموعظة المشئومة لم ينعم الله عليهم بوقايتهم شح أنفسهم، فإذا أكرمك الله بهذه الخصلة فلتطاوعك يدك في الإنفاق، وتذكر أنك إذا وقيت شح نفسك فأنت من المفلحين.