كان الليث بن سعد رحمه الله تعالى يجلس للمسائل، فيغشاه الناس ويسألونه، ويجلس لحوائج الناس، ولا يسأله أحد من الناس فيرده، كبرت حاجته أو صغرت.
واعتادت أم الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى أن تراه مهتماً لأحوال المسلمين إذا ألمت بهم أو بأحدهم نائبة، فرأته ذات يوم على هذه الحال مغموماً مهموماً، فقالت له: ما لك؟! هل مات مسلم في الصين؟ لأنها تعودت على أنها لا تراه حزيناً إلا لأنه يحمل هم المسلمين.
وهذا شاعر الدعوة الإسلامية المعاصرة عمر بهاء الدين الأميري كان في جناح طب القلب، وكان صدره موصولاً إلى جهاز المراقبة الإلكتروني بأسلاك تشل من حركته، وكان يحقن في البطن كل يوم مرات بإبر لمناعة الدم، وقد جاء الطبيب يسأل القائم على التمريض عن استراحة شاعرنا، ويسأله: كيف حاله الآن؟ هل استراح؟ فرد عليه باستغراب وبفهم يختلف عن فهمه قائلاً: كلا رويدك يا طبيب وقد سألت أما استراح هل يستريح الحر يوقد صدره العبء الرزاح فهل العبد الحر أو الإنسان الحر إذا كان يشعل ويوقد صدره العبء الثقيل من حمل هموم المسلمين، هل هذا يمكن أن يستريح؟