اللذَين تسوَّرا على داود في مكان عبادته , فارتاع من دخولهما عليه؟ قالوا له: لا تَخَفْ، فنحن خصمان ظلم أحدنا الآخر، فاقض بيننا بالعدل، ولا تَجُرْ علينا في الحكم , وأرشِدنا إلى سواء السبيل.
قال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون من النعاج , وليس عندي إلا نعجة واحدة , فطمع فيها، وقال: أعطنيها , وغلبني بحجته.
قال داود: لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه , وإن كثيرًا من الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض، ويظلمه بأخذ حقه وعدم إنصافه مِن نفسه إلا المؤمنين الصالحين , فلا يبغي بعضهم على بعض، وهم قليل. وأيقن داود أننا فتنَّاه بهذه الخصومة , فاستغفر ربه , وسجد تقربًا لله، ورجع إليه وتاب.
(44) فَتَنَّاهُ = نبهناه
(لضرورة جلوسه للحكم بين الخصوم في يوم العبادة)
فائدة
سيّدنا داوود عليه الصَّلاة والسَّلام
كان نبيّا وكان ملكا
وكلاهما عبء ثقيل
فكيف يقسم وقته
بين مطالب الرسالة وواجب الملك؟ ؟
أضف إلى ذلك انّه كان يأكل من عمل يده
ومن أشق الإعمال البدنية
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) }
سبأ 10 - 11
وألنا له الحديد أن اعمل سابغات أي دروعا سابغات
وقدر في السّرد (إشارة إلى دقة صناعته)
فكيف يقسم الوقت بين: - -
النبوة والملك والمصنع؟
لقد أعطى العبادة يوما لا يخرج فيه من المحراب
وأعطى الملك والمصنع يوما
ولكنَّ الله تعالى أراد أن يعرّف داوود إنه في اليوم الذي يخلو فيه
للعبادة يقع بين الناس مظالم تحتاج إلى عدل داوود
فمكن الله الرجلين (الخصمين) من الدخول عليه في يوم المحراب
يوم الـ ـــــــــــعبادة
وشرح أحدهما قصته واظهر ما فيه من ظلم أخيه له
وكيف إنه وهو الثري صاحب النعاج الكثيرة يطلب من أخيه
الفقير أن يعطيه نعجته