الإسلامية من الداخل، وظهرت نتائج التحريض بسرعة على المسرح الأوروبي.
وأمام هذه الأخطار مجتمعة ظهرت حاجة الخلافة العثمانية لإعادة التنظيم الشامل في كل أجهزتها ومؤسساتها. ولم تعدم دار الخلافة وجود شخصيات إصلاحية متفتحة تنزع إلى الإصلاح، وكانت المؤسسة العسكرية التي أحرزت فيما مضى أعظم الانتصارات، قد انتهت إلى مرحلة مذهلة من التدهور والضعف والانحطاط. وكان لا بد من العمل على البدء بإصلاح هذه المؤسسة قبل كل شيء لمجابهة الأخطار الخارجية. وعندما حاول السلطان (سليم الثالث) إصلاح جيشه، وتطويره، مستفيدا في ذلك من تجربة نابليون بونابرت، تصدت له طبقة (قيادة الإنكشارية) فأمرت مع حاميات قلاع البوسفور. وأرغمت السلطان عن التنازل عن العرش في 29 أيار - مايو - سنة 1807 م0 بعد أن تم اقتياد جميع أنصار الإصلاح إلى ميدان السباق (آت ميدان) حيث تمت إبادتهم عن آخرهم.
تولى مصطفى الرابع - ابن عم سليم الثالث - الخلافة، غير أنه لم يتمكن من الاسمرار في الخلافة أكثر من سنة واحدة، أقدم بعدها (مصطفى البيرقدار - حاكم سيلسترة) (?) على خلعه ولما كان (السلطان سليم السابق) قد قتل، فقد خلفه على الخلافة أخوه (محمود الثاني: 1808 - 1839) الذي وضع نصب عينيه تطوير الخلافة وزيادة قوتها والقضاء على (الإنكشارية). وأظهر في البداية