بدأ القرن التاسع عشر وهو يحمل معه بدايات التحول الحاسمة في غير مصلحة العالم الإسلامي، وأخذت الضربات المتلاحقة والمتسارعة تنزل بالإمبراطورية العثمانية (الخلافة) بعد أن استنزف الصراع المستمر جهد طاقتها، وبعد أن أخذت الدولتان المجاورتان لها (بصورة خاصة) تتوسعان على حسابها، فقد سبق لدولة روسيا والنمسا أن انتزعتا قسما كبيرا من أراضيها، لا سيما بعد أن ضمت روسيا إليها ولاية الكرج (جورجيا) سنة 1784، وصار بإمكانها تهديد دار الخلافة الإسلامية تهديدا مباشرا. ورافق ذلك ثورة صناعية في الغرب، أدت إلى زيادة القدرات في دوله - وبصورة خاصة في فرنسا وانكلترا - وبدأت عملية البحث عن الأسواق الجديدة في العالم للحصول على المواد الأولية وفريق المنتجات. ولما كان العالم الإسلامي يمسك بالتجارة الدولية ومفاتيح البحار، فقد أخذ البحث عن الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك عن طريق ما عرف (بالاستعمار). وتوجهت الأطماع بالدرجة الأولى لتمزيق وحدة العالم الإسلامي، خارجيا وداخليا، وكان باستطاعة الدول العظمى استخدام عامل التحريض (القومي والوطني) لتدمير - القلعة