الوسائل التي درج عليها الاستعماريون الذين أشرفوا على تحويل (المجلس الحالي) إلى ذلك (المجلس الجزائري) الفاسد الوضيع. وإن ارتقاء بعض أعضائها العاملين إلى مراكز ومناصب في الإدارة النقابية، ليذكر بالترقية الرمزية لبعض النواب الموالين للإدارة - الفرنسية -. وفي الحالتين، كان ينبغي تغيير الهدف والطبيعة والمحتوى، سواء في النادي المدني (فواييه سيفيل) أو في قصر كارنو (مركز المجلس الجزائري). وما كان لعجز إدارة الحزب الشيوعي الجزائري في الميدان السياسي؛ إلا أن يبدو أثره في الميدان النقابي، وينجر عنه ذات الفشل والإخفاق. وما الاتحاد العام للعمال الجزائريين إلا صورة تعكس التحول العميق الذي طرأ على الحركة العمالية بعد مدة طويلة من التطور وخاصة عقب الانقلاب الثوري الذي أثاره الكفاح من أجل الاستقلال الوطني. وتختلف الهيئة المركزية الجزائرية الجديدة عن سواها من المنظمات النقابية في جميع الميادين، وتختلف عنها خاصة بانتفاء الوصاية عليها وباختيار القادة والهيكل المحكم والتوجيه السليم والتضامن الأخوي في الجزائر، وفي شمال أفريقيا، وفي العالم أجمع:
1 - إن الطابع الوطني يبدو في حرية ذاتية أساسية تقضي على جميع التناقضات التي تلازم كل وصاية خارجية، ويظهر أيضا - هذا الطابع الوطني - في حرية كاملة لمعالجة كل ما له علاقة بالدفاع عن العمال الذين تتلاحم مصالحهم الحيوية بمصالح كل الشعب الجزائري.
2 - ليست الإدارة متألفة من أعضاء يتم اختيارهم من بين أقلية جنسية لم تعرف الاضطهاد الاستعماري، ولكنها متألفة من رجال وطنيين لهم وعي وطني يشحذ فيهم روح الكفاح ضد الاستغلال