أفراد الحامية، يرممون بالليل كل ثلمة تحدثها مدفعية الجزائريين في النهار.
أراد (صالح رايس) الاقتصاد في الجهد، فأرسل رسالة إلى حاكم (بجاية) يطلب إليه الاستسلام (?)، غير أن هذا رفض الإنذار الجزائري. واستمرت المقاومة خمسة أيام أخرى، أخذ بعدها المجاهدون الجزائريون في تسلق جدران الحصن بعد أن ردموا الخنادق المحفورة حوله، وحاولوا اقتحامه بينما كانت المدفعية الجزائرية تتابع قصف الأهداف المعادية. وعندها جمع حاكم (بجاية) وقائد حاميتها الرجال حوله، وتشاور معهم، فأشاروا كلهم بوجوب الاستسلام، ولم يكن عددهم عندئذ يزيد على مائة وعشرين مقاتلا. فأرسلوا إلى (صالح رايس) يعلمونه بقرارهم، فقبل استسلامهم، وبر لهم بوعده السالف رغم أنهم استمروا في القتال ورفضوا الإنذار. وسمح لهم جميعا بالعودة إلى إبسانيا. ودخل الجزائريون المدينة، وقد ارتفع فيها التهليل والتكبير، وأخذوا على الفور بتطهير المساجد وإزالة ما وضعه فيها