وانقضت التجربة التاريخية. وتوقف الصراع المسلح، لتبدأ مرحلة (الجهاد الأكبر) من أجل تصفية رواسب الاستعمار والقضاء على مرتكزاته.
انقضت التجربة التاريخية في أفق الصراع المسلح، ولكنها استمرت في أفق الصراع السياسي، ومضى ربع قرن على التجربة التاريخية، ولا زال الصراع السياسي مستمرا مع (رواسب الاستعمار) و (بقايا أجهزته) و (شبكات اخطبوطه).
لقد تطور الاستعمار - أخيرا - غير أنه بات في تطوره أكثر خطورة وأشد فتكا وتدميرا؛ ذلك لأنه يعتمد على أساليب الهجوم غير المباشر للوصول إلى الأهداف المباشرة.
بكلمة أخرى، إنه بات يستأثر بالمغانم ليلقي على أعباء الشعوب المستضعفة بالمغارم كلها. وهنا تبرز أهمية التجربة الجزائرية.
لقد استطاعت فرنسا الحصول على غنائم الحرب من خلال الاتفاقات التي عقدتها مع الثورة الجزائرية، وقد استطاعت الجزائر المجاهدة متابعة طريق الجهاد لتحرير نفسها من تلك القيود التي فرضتها مجموعة الظروف التي أحاطت بالصراع.
المهم في الأمر هو أن تلك الغنائم - في حد ذاتها - تظهر طبيعة التطور الجديد للاستعمار الحديث ومن هنا تبرز أهمية التجربة الجزائرية.
لقد استخدمت فرنسا كل أساليب الخداع، والتمويه، والمكر، واستخدم المجاهدون كل أساليب الصراع الواضحة، والشريفة والعادلة، وانتصر الحق وزهق الباطل، وسقطت الأقنعة،