وكانت معاناتها أكبر وهي ترى ما يحل بقومها وأفراد عشيرتها وأبنائها وإخوانها. فكانت في كل مواقفها جبارة، وصامدة، وقوية. وأكدت بذلك أنها الطاقة غير المحدودة للبذل والعطاء.

لكم تعرضت المجاهدة الجزائرية، ولكم عانت، ولكم احتملت من ظلم الاستعمار وجبروته. لقد عرفت الحروب، كل الحروب، ألوانا من البؤس والشقاء، كان للمرأة فيها نصيب كبير، غير أنه ما من تجربة مرت بها المرأة يقينا، تماثل أو تشابه تجربة (المرأة الجزائرية) لا من حيث اتساع أفق هذه التجربة، ولا من حيث شدتها وقوتها، ولا من حيث الوضع الخاص الذي تتمتع به المرأة المسلمة في منزلها ومجتمعها.

وتمضي سبعة أعوام ونصف تقريبا، والجزائر المجاهدة تخوض حربها الضروس، وتصمد المرأة الجزائرية لأهوال هذه الحرب ومآسيها بصبر لا يوصف. وتصل الثورة إلى نهايتها الظافرة.

وتبدأ مرحلة بناء ما بعد الثورة. وهنا لنا كلمة في نهاية البحث.

لقد انتهت الثورة بالنصر، ولا زالت الحرب مستمرة.

والدروس المستخلصة من (جهاد المرأة الجزائرية) كثيرة، وفيرة.

غير أن هناك درس يتصدر الدروس المستخلصة من التجربة الذاتية.

لقد حققت المرأة ما حققته بفضل تمسكها بأصالتها، وبفضل محافظتها على قواعد صمودها. ولا بد لها، حتى تستطيع متابعة دورها الحضاري من إعادة تقويم مواقفها، ودعم الدروس المستخلصة من تجربتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015