المقدمة

احتلت الثورة الجزائرية مكانتها السامية بين ثورات العصر الحديث، وبمثل ما كانت هذه الثورة جبارة، وعملاقه، كان دور المرأة فيها جبارا، وعملاقا. وللمرأة الجزائرية في نسيج الثورة ولحمتها قصة مثيرة لا بد من التعرض لها.

لقد ران على جزائر المسلمين حين من الدهر، أحاق فيه بالعرب المسلمين بلاء لا يوصف، فقد استطاع الاستعمار الفرنسي تدمير المجتمع الجزائري بطرائق مبرمجة رهيبة، فتمزق هذا المجتمع أحزابا وشيعا، وانحرف من انحرف، واستسلم من استسلم، ويئس من يئس، إلا قلة عمر الإيمان قلوبها، وأنار الإسلام بصيرتها، فمضت مجاهدة تبشر بمولد الفجر الجديد للجزائر، وتعمل له. وكانت (قسنطينة) على وجه التحديد هي مقر الدعوة الجديدة، وكان (عبد الحميد بن باديس) وإخوانه العلماء هم طلائع التبشير بفجر اليوم الجديد - فجر الثورة الكبرى. تلك حقيقة باتت معروفة، ومسلم بها، لا تقبل الجدل أو النقاش. ولكن، وحتى من قبل أن تتفجر بواكير اليقظة، كانت هناك (الأم الجزائرية) متقوقعة في منزلها، منعزلة عن دنياها، تمارس دورها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015