إنها روح الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن الدين ومقدماته، والدار وحرماتها.

وقد يغتر مغرور، أو يندس دساس لئيم، فيقول: ولكن كان هناك بعض المسلمين، (كالقوم والحركيين) وسواهم ممن عملوا مع فرنسا ضد أبناء قومهم وإخوانهم في الدين.

إن أمثال هؤلاء يتجاوزون الحقيقة عن عمد.

يتجاوزون الحقيقة عندما يتجاهلون عوامل الضعف البشرية.

ويتجاوزون الحقيقة عندما يتجاهلون تأثير الاستعمار وأساليبه الذكية - الخبيثة - طوال مائة وستة وعشرين عاما.

ومع ذلك، فكيف كان موقف الكتلة الرئيسية من هؤلاء المضللين عندما كانت تصلهم دعوات إخوانهم للانضمام إليهم في الجهاد ضد أعداء الدين والوطن؟.

تلك حقيقة تبرزها وثائق الثورة ذاتها، وتحفظها يوميات القتال. لقد كان معظم هؤلاء يستجيبون لنداء الثورة. ويهجرون معسكرهم ليعملوا مع إخوانهم في الله، وفي الدين، في الوطن، لقد ضمت الثورة في طليعتها الريادية نحبة، أو جيلا، من المؤمئين المسلمين الذين لم يتوافر مثلهم في جيل واحد، إلا وكان النصر في ركابهم.

وبمثل تلك النماذج البشرية العليا انتصرت الثورة الجزائرية.

وبمثل تلك النماذج البشرية العليا ستبقى الجزائر المجاهدة قاعدة راسخة من قواعد العرب المسلمين. وستحتفظ بمكانتها منارة تهدي التائهين في صحراء الظلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015