على عاتقهم تحقيق أمرين عظيمين: أولهما إنقاذ المغرب الأقصى من البرتغاليين. وثانيهما إنقاذ المغرب الأقصى من الانهيار الداخلي الذي وصلت إليه البلاد تحت حكم بني وطاس (المرينيين). وأقبل الشعب في المغراب الأقصى على دعم السعديين لتحقيق هذه الأهداف وقيادة حركة الجهاد. فأمكن للسعديين بذلك خوض مجموعة من المعارك والأعمال القتالية التي انتهت بتحرير السواحل المغربية من أيدي البرتغاليين. ولم تقبل سنة (1540) حتى أمكن لهم إخراج البرتغالين نهائيا من مقاطعة الدوكالة بكاملها. ومع هذه الانتصارات الخارجية، كان السعديون يمهدون لإقامة ملك جديد على أنقاض (الملك المريني المنهار) وجعلوا من مدينة (مراكش) عاصمة لهم.

وما إن استقر مؤسس دولة السعديين (محمد المهدي- أبو عبد الله الشيخ) في (مراكش) حتى انصرف لبناء جيش قوي ضم إليه المقاتلين من أبناء المغرب كله. وكان يتابع التطورات في البلد المجاور (الجزائر) فعز عليه استيلاء الترك عليه، باعتبارهم غرباء عن هذا الإقليم، وكان يقبح على أهله وملوكه أن يتركوهم يغلبون على بلادهم. وفي الوقت ذاته كان يخشى ما يقوم به زعيم الوطاسيين (أبو حسون) من تحريض للبرتغاليين والإسبانيين ضد بلاده، والانطلاق في العدوان من (تلمسان) فقرر الاستيلاء عليها وعلى المغرب الأوسط بكامله (الجزائر). وفي سنة (1500 م) وجه جيشا قويا بقيادة ابنه (الشريف محمد الحران) بمهمة الاستيلاء على تلمسان. وتولى بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015