وقرر رفع الحصار والعودة بقواته إلى قاعدته (بوهران) وبدأ بتنفيذ الانسحاب بعد عروب شمس يوم 28 آب- أغسطس-. غير أن قادة المجاهدين قرروا عدم إتاحة الفرصة للإسبانيين للقيام بانسحاب منظم. فقاد (حسان خير الدين) قوات المسلمين المكونة من (15) ألف من المشاة و (3) آلاف من الفرسان، وأخذ في مطاردة القوات الإسبانية خلال كل مرحلة من مراحل تحركها، وتضييق الخناق عليها باستمرار. وسيطر الذعر على القوات الإسبانية من جراء هذه المطاردة العنيفة. وحاول قائدها جمع الفارين من جيشه والقيام بهجوم مضاد لإيقاف مطاردة قوات المسلمين، غير أن جنوده كانوا يفكرون بالفرار أكثر من تفكيرهم بخوض المعركة. ولهذا كان الهجوم المضاد ضعيفا.

ولم تتمكن القوات الإسبانية من الوصول إلى وهران إلا بعد جهود مضنية. وأفاد (أبو زيان) من بقاء تلمسان دونما حامية تدافع عنها، فهاجمها برجاله واستولى عليها وأعاد حكمه إليها.

رجع (حسان) إلى عاصمته (الجزائر) واستقر فيها، وأخذ في الاستعداد لمتابعة الجهاد الداخلي من أجل بناء الجزائر وتوحيدها، ومن أجل تطوير أعمال الجهاد الخارجي ضد الأعداء. وكان هدفه الأول هو استعادة (تلمسان) وتحريرها من عميل الإسبانيين (أبازيان).

خلال هذه الفترة كان المغرب الأقصى (مراكش) يشهد تطورات حاسمة على أيدي (الأشراف السعديين) (?) الذين أخذوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015