الافرنسي أن شيئا غريبا يحدث حولهم، فأطلقوا شارة الانذار، وكان المجاهدون أثناء ذلك يتقدمون بسرعة نحو المركز الذي استمر في إطلاق الشهب المضيئة وقنابل المدفعية، الأمر الذي كان يرغم المجاهدين على تكييف حركاتهم - في الركض والسير والزحف والتوقف - مع انطلاقات الشهب وإيقاع رمي المدفعية. وإذ تبين للمجاهدين أن قنابل المدفعية باتت تسقط متناثرة وبعيدة عنهم،

عرفوا أن هذه الرمايات لا تعبر عن شيء إلا عن خوف الافرنسيين من احتمالات حدوث هجوم. فاندفع المجاهدون نحو هدفهم، وما هي إلا فترة قصيرة حتى أصبح المركز الافرنسي شعلة من الحرائق وبركانا من الانفجارات.

وكان المجاهدون يتابعون الجنود الافرنسيين الذين نزل بهم الفزع الأكبر فانطلقوا يجرون على غير هدى، وهم يصرخون ويحاولون الفرار، فتصلهم رصاصات رشاشات المجاهدين فتسكت أصواتهم. وتم للمجاهدين أثناء ذلك فتح الثغرات في السياج الشائك، واندفعوا نحو المركز بعد أن انقسموا إلى مجموعات صغيرة للتعامل مع الأبنية العسكرية في وقت واحد. ولم يكن العدو يبدي مقاومة من داخل المركز بعد وصول المجاهدين إليه، غير أنه لم يستسلم أيضا، وإنما التجأ الى مخابئه وملاجئه السرية والمحصنة. ووجه المجاهدون النداء تلو النداء إلى الجنود في ملاجئهم، طالبين إليهم الخروج والاستسلام من غير مقاومة. وعندما رفض هؤلاء الاستجابة للنداء، كان لا بد من تدمير الملاجىء على رؤوس المحتمين بها، الواثقين بقوتها ومنعتها. وكانت تنبعث من تحت الأنقاض صيحات الفزع وأنات الألم وحشرجات الاحتضار. ورمى بعضى المجاهدين قنابل يدوية داخل مباني المركز الذي تهدمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015