خالدا، قيل فيما ذكر عنه:

(كان للشقيقين - عروج وخير الدين - من الإقدام والجرأة، مقدارا يفوق التعارف عند الرجال، وكان لهما من الدهاء السياسي الخارق للعادة، ما يجعل الناس مشدوهين من وجود مثله عند رجلين لم تؤهلهما ثقافتها البدائية ليقوما بهذا الدور العظيم، دور قيادة الشعوب.

وهكذا كانت الخاتمة البطولية لهذا القرصان المغامر الذي لا نتمالك أنفسنا عن الإعجاب بإقدامه وبجرأته النادرة، كما نعجب أيما إعجاب بهذه العبقرية التي سادت أعماله في ميدان الحرب، وفي ميدان تنظيم الدولة. كما أننا نستنكر إلى جانب إعجابنا هذا كل الإستنكار، ما كان متصفا به من مصانعة ومن قسوة فظيعة).

تلك كانت كلمات المؤرخ بيشو في كتابه - تاريخ شمال أفريقيا - ولكن لا بد من التوقف قليلا عند عبارته الأخيرة التي وصف بها (عروج) بالقسوة الفظيعة، فهل كانت (قسوة الإسبانيين) أقل فظاعة وهم يجتاحون (وهران)؟ أم هل كانت قسوة (شارلكان) في تونس أقل (قسوة ووحشية؟) وهل كان بالمستطاع مجابهة تلك الوحشية - بإنسانية -؟ المهم أن أقنعة الإنسانية هي أقنعة غريبة الألوان، غريبة الأشكال، وفقا للوجوه التي تضعها. والمهم في الأمر متابعة ما قاله المؤرخ - دي قرامون - في كتابه (تاريخ الجزائر تحت حكم الأتراك) حيث ذكر ما يلي:

(لا يرى كثير من المؤرخين في - عروج - أكثر من زعيم عصابة - لا غير - وإنني لا أعرف حكما جائرا مخالفا للحقيقة كمثل هذا الحكم. فإن البربروس الأول - عروج - ما كان إلا جنديا من جنود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015