والتربية الدينية كلها رجعية وانحطاطا. فيحتقرونها ويحتقرون من يلتزمها، لأنهم لا يؤمتون بالله، ورؤوسهم فارغة من العلم الصحيح. كل ما فيهم إنما هي البطون المنتفخة التي أورثها لهم أساتذتهم الملحدون وعصرهم الفاجر. فصاروا كالمرأة الوحمة تكره الأطعمة اللذيذة المفيدة، وتغرم بالتهام الطين).

(لقد حفظ الله نهضة الجزائر الحديثة، وحفظ معهد الحياة في الأعاصير التي تشتمل عليه من كل ناحية لتطفئه، وتقضي على النهضة، فلم تزده إلا ازدهارا لأنه شديد الصلة بالله، وحمايته، فحفظه من كل مكروه، وبارك له فصار أحسن معهد في التربية والتعليم). وكان (معهد الحياة) - ولا زال - يولي اهتماما أساسيا بالتربية الدينية، وغرس الدين الإسلامي العظيم في نفس التلميذ بكل الوسائل، وبناء العقيدة الدينية وترسيخها بكل الوسائل العلمية والتربوية. فتراه يعتني بالتوحيد فيجعله أول ما يحفظ الصغار مع السور الأولى من القرآن الكريم، وهم في الحداثة دون البلوغ، ثم تكون أول ما يدرسون إذا كانوا في المراهقة قبل البلوغ، ثم يدرسون العقيدة في كتب الفقه الكبرى بنحو فلسفي، ويدرسونها في كتب علم الكلام إذا كانوا في الطبقات العليا. كل ذلك لتركيزها في نفوسهم، وتعميق أسسها، حتى لا يستطيع الجهل والاستعمار والملحدون فيها شيئا، هذه الكوارث التي تتسلط على الدين الإسلامي لتهدمه في النفوس، وعلى العقيدة الإسلامية لتفسدها في القلوب، وهي أساس الدين والخلق) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015