(دار التلاميذ التابعة للمسجد في ميزاب) فيلتقي هناك بالتلاميذ القدامى الكبار عاكفين على دراستهم، يقرءون الكتب، أو يكررون محفوظاتهم في المتون، أو يتلون القرآن في المسجد. وبعد صلاة الصبح مع الجماعة، يقع درس الوعظ العمومي، أو يقع درس أو درسان في دار التلاميذ في اللغة العربية والشريعة. وتستمر الدروس إلى السابعة، حيث ينصرف التلاميذ لتناول فطورهم. ثم تستأنف الدروس من الثامنة حتى الثانية عشرة. وفي الشتاء ينصرف التلاميذ بعدها للعمل في الحقول والبساتين وتناول طعام الغداء. أما في الصيف فيمضي التلاميذ فترة الصباح بكاملها في الحقول والبساتين. وفي الحالين، يجب على طالب المعهد أن يصلي العصر في المسجد مع الجماعة، فيفتح المعهد أبوابه بعدها، وينصرف الطلبة إلى دروسهم حتى المغرب، حيث يعود الطلبة بعد الصلاة إلى قسم القرآن في المعهد لحفظ القرآن وتدارسه. وتبدأ المطالعة الإجماعية بعد صلاة العشاء لإعداد دروس اليوم التالي.
(ومعهد الحياة، مثله مثل كل المعاهد في ميزاب، يفتح الأستاذ دروسه بالدعاء إلى الله والتضرع إليه أن يفتح عليه وعلى تلاميذه كنوز حكمته، وأبواب علمه، ويفيض عليهم رحمته. ويعيذهم من الشيطان ووساوسه التي تشغل البال ويغيم بها العقل، وينيلهم رضاه الذي يستلزم كل الخيرات والبركات، ويختم الدروس بدعاء الأستاذ أن يبارك الله فيما تعلموه، ويتطول عليهم بالمزيد ويحمد الله على ما أنعم به من نور العلم ونعمة المعرفة ... إن الملحدين أبناء بطونهم يرون هذا الدعاء جمودا وقشورا،