لم يلبث الأمير خالد أن استقال من مناصبه التي تم انتخابه لإشعالها وهي (المستشار العام) و (المنتخب المالي). وكانت استقالته المباغتة يوم 22 أيار - مايو - 1921، بسيب ما أوضحه الأمير خالد ذاته في مقولته التالية: (إنني لا أرى فائدة من وجودنا في هذه المجالس. إننا غارقون في وسط أكثرية ساحقة. وعلاوة على كوننا أقلية، فهناك عدد كبير منا من الأتباع - المرتبطين - وعلى هذا فستكون أصواتنا معدومة، وأعمالنا ملغاة).

وزاد من تأثير هذه المباغتة أنها حدثت عشية افتتاح مؤتمر (النواب المنتخبين الماليين) والتي تميزت عند افتتاحها في يوم 17 حزيران - يونيو - بخطاب ألقاه (ابن رحال) والذي وصفه ليوتي بقوله: (بأنه ذو فائدة عظيمة. في حين وصفته صحافة الجروة بأنه: (تظاهرة تعبر عن بعث الروح الإسلامية وهي تستعيد حقها في النهوض أمام السيادة الإفرنسية) (?).

ويظهر أن الأمير خالد أراد باستقالته، إثارة انتباه أعضاء البرلمان بشأن استعادة الحقوق الجزائرية. وقد كتب الأمير خالد في رسالة استقالته: (علينا اليوم وأكثر من أي وقت مضى، توجيه أنظارنا نحو الوطن الأم - فرنسا - ونحوها وحدها فقط، على أمل رؤية هذا الوطن وهو يقرر مصيرنا بصورة حقيقية). هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد اتخذ الأعضاء الماليون المنتخبون المسلمون - من العرب والبربر - قرارا بالإجماع يوم 31 أيار - مايو - 1921 يعارض مباشرة ذلك القرار الذي قدمه ممثل الإدارة الإفرنسية إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015