المجال أمام المواطنين الجزائريين المقربين من السلطة، ودعم الراديكاليين المعادين لليهود بصورة سرية. وهكذا ظهرت في
انتخابات سنة 1895، البيانات الانتخابية التي تصف اليهود - بالأجانب والغرباء -. ومنذ ذلك الحين تعاظم نفوذ الراديكاليين اليساريين المدعومين من قبل الإدارة الحكومية. وتبع ذلك اقتراب الحزب الإفرنسي من السلطة، مستفيدا في ذلك من الاستثمارات المالية الضخمة التي كانت تجنيها فرنسا من الجزائر.
لم تكن الظروف السياسية هي التي صنعت كل شيء على كل حال، فلقد انفجرت المشاعر المضادة لليهود اعتبارا من سنة 1895، وكان ذلك بعد الأزمة الاقتصادية الحادة (1893 - 1894) والتي عرفت باسم (أزمة الخمور). وكان باستطاعة المصارف مجابهة هذه الأزمة بسهولة عن طريق تقديم (السلف) للمزارعين الأوروبيين. غير أن المصارف (البنوك) امتنت عن تقديم مثل هذه السلف، بحجة الضغط الكبير الذي تتعرض له والذي يفوق قدرتها. ولم يبق أمام المستوطنين (المعمرين) إلا اللجوء للمرابين من اليهود (مستثمري البؤس والشقاء)؛ وأدى ذلك إلى تعاظم النقمة ضد اليهود، مما أدى إلى انتشار أرجوزة مضادة لهؤلاء المرابين التاريخيين تقول: