رد خالد: نعم يا أبي، إني أحفظها، ومضى يتلو بعد أن استعاذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12] (?) .
رد الأب وقد فارقه بعض غضبه:
أحسنت يا بني، ولكنك تحفظ قول الله تعالى ولا تعمل به، أنت تقيم حروفه وتنسى حدوده، فكيف ذلك يا خالد؟ ! .
أجاب خالد وقد خجل من نفسه حين سمع تأنيب (?) والده:
أعلم يا أبي أن الغيبة محرمة ولكني لم أكن أعلم أن ما ذكرته عن ذلك الرجل يدخل ضمن حدود الغيبة.
رد الأب قائلا موجها حديثه لولديه:
لعلكما لاحظتما يا أبنائي أن الآية الكريمة قد بدأت بالنداء الحبيب الذي يستجيش القلوب، وهو نداء من الله للذين آمنوا به بالغيب، واستجاشة لقلوبهم بالصفة التي تربطهم به، وأنهم في هذا الكوكب عبيده وجنوده، وأن يقفوا بين يدي الله موقف المنتظر لقضائه وتوجيهه في نفسه وفي غيره، يفعل ما يؤمر ويرضى بما يقسم له ويسلم ويستسلم، فهل أدركتما هذا النداء في أول الآية يا أبنائي؟