يتندر بخطئي بصوت عال ويهزأ بي ويتفوه بألفاظ تدل على السخرية مني مما أثار ضحك بعض الأصدقاء.
فسأله والده وقد أحس بثقل ما يحمله ابنه:
- وماذا فعلت أنْت يا بني حين رأيت ذلك منه؟
- لم أفعل شيئا يا أبي بل مضيت في طريقي إلى حال سبيلي.
- أحسنت يا معاذ، فهذا ما كنت أتوقعه منك، فأنا أعلم أنك لا تأبه بمثل هذه الحماقات الصغيرة لأنك أكبر منها.
رد معاذ وقد خالط صوته بعض الغضب:
- لا يا أبي، لن أتركه بعد أن وجه لي هذه الإهانة، بل سأتحين الفرصة وأنتظر حتى يقع في الخطأ وأرد عليه بالمثل وأسخر منه كما سخر مني، وبذلك أكون قد انتقمت منه لنفسي.
وهنا بادرت الأم قائلة وقد آلمها أشد الألم ذلك الشعور البغيض الذي راود ابنها:
- لا يا بني، إن الانتقام فعل قبيح وتصرف مشين، وهو شأن الضعفاء المتخاذلين لا شأن الأقوياء القادرين. أجاب الأب قائلا وقد شاطَرَ (?) الأم شعورها بالألم تجاه ابنهما لما تركته الحادثة في نفسه من شعور:
- نعم يا بني، ما تقوله والدتك حق، ما هكذا شأن المؤمنين