حاله وقلة حيلته في الحصول على مال يعول به نفسه وقد أسلمه المرض للضعف وعدم القدرة على السعي في مناكب الأرض يأكل من رزقها. . فما كان من والد عبد الله حين سمع شكوى الرجل إلا أن أدخل يده إلى جيبه بدافع الشفقة والرحمة وأخرج بعض المال وقدمه للرجل معتذرا عن عدم استطاعته تقديم المزيد طالبا من الدعاء له بالخير والبركة. . سر الشيخ بهذا العطاء ورفع يديه إلى السماء يدعو لهذا المحسن الذي لم يبخل عليه بل أعطاه الكثير ويرى أنه شيء قليل، ومضى هذا الشيخ يغذ السير بخطى بدت لوالد عبد الله وكأنها أشد ثباتا من خطواته الأولى، وكأن هذه الصدقة البسيطة ألقت عليه رداء الأمن والأمان. . حمد الأب وشكر الله على هذه النعمة حيث جعله قادرا على الإحسان للفقراء والمساكين.

كان عبد الله يرقب ذلك المشهد بصمت وقد توقف عن اللعب حين رأى والده يتحدث مع ذلك الشيخ ويمد يده إليه بشيء ما لم تبيُّنه من بعيد، وحين مضى الشيخ أسرع إلى والده وسأله بدهشة.

من هذا الذي كنت تتحدث معه يا والدي؟

إنه رجل مسكين يا بني.

لقد رأيتك تعطيه شيئا فما هو يا أبي؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015