- لا، ليس حقا ما يقوله علي، فقد سهرت ليلة البارحة من أجل إعداده فكيف له أن يدعي أنه صاحب الحق في هذا الموضوع.
وأمام إصرار أحمد وتمسكه بقوله توجه المعلم بحديثه لعلي يعنفه على كذبه ثانية وإهماله ومحاولته سرقة تعب غيره، ثم أثنى على براعة أحمد في طرح الموضوع وطلب منه الاستمرار على هذا المستوى فهو يرى أنه قد تحسن كثيرا.
عاد علي إلى المنزل حزينا متألما، وحين سأله والده عن سبب حزنه ذكر له ما حدث معه في المدرسة. . وكان والد علي رجلا عاقلا رزينا لا يترك الغضب يستولي عليه ويفقده القدرة على التفكير السليم والتروي (?) في حل المعضلات (?) وقد أدرك صدق ما رواه ابنه؛ فقد رباه فأحسن تربيته، وبكلمات ملؤها الرضا والثقة بالله طمأن الأب ابنه بقوله:
- لقد ظلمت يا بني وإن الله على نصرك لقادر، فاجعل توكلك عليه وكن على ثقة به، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] (?) .