وفيما كانت الأسرة في شغل شاغل من أمر الإعداد لهذه الزيارة التي أضفت جوا عامرا بالسعادة على جميع أفرادها قرع جرس المنزل، ولم يصدق الشيخ عبد الله نفسه حين رأى أخاه عبد الرحمن أمامه وقد جاء لزيارته وتعانقا طويلا وتصافحا بحرارة، ولم يتعاتبا على ما بدر منهما من تفريط في حق الإخوة وقطع الرحم التي بينهما، فقد كان هذا اللقاء كفيلا بأن يمسح كل ما كان من أثر لتلك القطيعة والبغضاء.
هرع الصغار للسلام على عمهم والتفوا حوله بكل حب وذكروا له كيف أنهم كانوا يستعدون لزيارته بناءً على طلب والدهم لولا أنه سبقهم، نظر عبد الله إلى أخيه بإشفاق وقال:
دائما أنت سباق للخير يا أخي رغم أنك تصغرني سنا بارك الله فيك.
رد عبد الرحمن وقد استكثر على نفسه هذا السبق: لقد كنت أنت أيضا يا أخي عازما على زيارتي فكلانا كان سباقا للخير وما يعنينا الآن هو أن نبدأ عهدا جديدا بعيدا عن القطيعة والشحناء (?) والتدابر (?) فذاك أمر يحبه الله ورسوله الكريم.