في جو عائلي مفعم بأريج الحب والتفاهم والود الصادق. . وحين انقضى بعض الوقت طلب الأب من زوجته وأبنائه التهيؤ لأنه سيصحبهم في زيارة، وحين سمع الصغار ما ذكره والدهم قفزوا فرحا والتفوا حوله متسائلين بلهفة وسعادة.

إلى أين يا أبي؟

رد الأب وقد كسا الحزن وجهه:

لزيارة عمكم يا أبنائي. .

تساءل أصغر أبنائه: أي عم يا أبي؟

أجاب الأب بصوت كساه الانكسار وبعض الخجل: عمك عبد الرحمن يا بني فأنت لا تعرفه.

ولماذا يا أبي لم نره أبدا؟ .

حاول الأب أن يشرح لابنه بكلمات بسيطة سهلة كيف أنه أخطأ في حق أخيه حين بادر بالقطيعة والهجر كل هذه المدة. . وواصل حديثه مبينا لأبنائه الأجر الذي أعده الله لمن يصل رحمه، حيث يزيد في عمره ويبارك له في رزقه، وأن من قطع هذه الرحم وهجر أهله وقرابته وذوي رحمه فجزاؤه قطيعة من الله.

فرحت الأم فرحا شديدا وحمدت الله على أن هدى قلب زوجها إلى الحق وأنار بصيرته ليعرف حق ربه عليه، وأخذت تتهيأ هي وصغارها للذهاب مع زوجها لزيارة أخيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015