قال تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} أما الأمين: فهو الآمن، آمن أولاً بحرمة الله له، فالله سبحانه قد حرمه، كما قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت:67] ، فكان الرجل يلتقي بقاتل أبيه وبقاتل أخيه ولا يعترضه بسوء، ولا يمسه بمكروه ما دام داخل الحرم، أي: داخل مكة وما حولها من الحرم، فمنى من الحرم، وكذلك جزء من مزدلفة.
ومن صور الأمن التي فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرم مكة ولم يحرمها الناس) فذكر الحديث، وفيه: (فلا تلتقط لقطتها إلا لمنشد، ولا يعضد شوكها، ولا يقطع شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يحمل فيها سلاح، ولا يسفك فيها دم) إلخ، فلها حرمة، فأقسم الله سبحانه وتعالى بهذه البلدة.
وعلى ماذا يقسم الله بهذه الأشياء؟