وهل ترفع الأيدي في الدعاء أو لا ترفع؟ الخطب في هذا يسير، والحقيقة أنه لم يرد نص أن النبي كان يرفع يديه بالدعاء دوماً بعد الصلوات، فهذا الذي يصار إليه، لكن إن رفع شخص أحياناً فلا بأس؛ لأن النبي ذكر في أبواب الدعاء: (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء) فمن آداب الدعاء مد اليد إلى السماء، وصحح بعضهم حديث: (إن الله حيي ستير كريم يستحي أن يرفع العبد إليه يديه ثم يردهما خائبتين صفراً) وفيه رفع اليدين، فهذه أدلة القائلين باستحباب الدعاء دبر الصلوات، والله أعلم.
قال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} [الشرح:7] ، أي: فاجتهد في العبادة، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:8] ، أي: اجعل رغبتك فيه وحده سبحانه، كما كان الصحابة يقولون في حجهم: إليك الرغباء والعمل، ارغب فيما عنده، واجعل ملتجأك إليه سبحانه وتعالى دون من سواه.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.