Q هناك بعض الإخوة الكرام الذين نحبهم في الله تعالى -وهكذا ينبغي أن يكون الأدب والحب والرحمة والإخاء والألفة- لا همَّ لهم إلا النقد للجماعات الأخرى، ونقد كتباً مضيئة ككتب الشيخ سيد سابق، وكتاب الظلال، فنرجو من فضيلتكم أن تقدموا كلمة لهم مع وافر التحية وجزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم شكر الله لأخينا وحبيبنا، وقد نوهت على ذلك وأقول لكم -أيها الأحباب الكرام-: لقد مضى زمن العصمة بموت الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فما من بشر على ظهر هذه الأرض إلا ويخطئ ويصيب، ويؤخذ من قوله ويرد عليه إلا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وأنا أقول دائماً: اعرف الحق تعرف أهله، فإن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال هم الذين يُعرفون بالحق.
أيها الحبيب! يقول الله جل وعلا في قرآنه: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:82] يقول الإمام الشافعي العلَم رضي الله عنه وأرضاه: لقد ألفت كتباً، واجتهدت فيها جهدي، ولكن أبى الله إلا أن يكون الكمال لكتابه مصداقاً لقوله: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:82] فما وجدتم في كتبي موافقاً للقرآن والسنة الصحيحة فخذوه، وما وجدتم في كتبي مخالفاً للقرآن والسنة الصحيحة فاضربوا به عُرض الحائط.
هذا إمام من الأئمة المعتبرين، بل ولقد قال هذه العبارة أو معناها: كل إمام يخطئ ويصيب، وما من شريف ولا فاضل إلا وله زلة، ولكن من الناس من ينبغي ألا تذكر زلاتهم، لأنها إذا وضعت بجوار أفضالهم وخيراتهم وحسناتهم غفرت تلك الأفضال والخيرات هذه الزلات، وهذا هو حساب الله لنا يوم القيامة، إن الله إذا حاسب عبده وازن له بين حسناته وسيئاته، فإذا رجحت الحسنات سعد، وإذا رجحت السيئات هلك، فإذا كان ربنا يوازن بين حسناتنا وسيئاتنا، فما لنا لا ننظر نحن -ونحن أصحاب الخطايا والذنوب والزلات- إلا إلى السيئات ونتغاضى بأعين واسعة عن الخيرات والحسنات؟! هذا ليس من الإنصاف -يا أحباب- إن أغلى شيء في هذه الدنيا هو العدل، وأرجو الله أن أخصص للأحباب محاضرة بعنوان: "تجرد وعدل وإنصاف" وهي خاطرة كتبتها في كتاب لي "تجرد وعدل وإنصاف" إن أعز شيء في هذه الدنيا هو العدل، هو أن تكون منصفاً حتى للمخالف لك، إذا كان على حق تذكر له حقه، وإذا كان على صواب لا تخفي صوابه، وإذا كان على باطل تدندن حول الباطل، إن أردت الله تعالى والرسول والدار الآخرة فبين الباطل للناس دونما تجريح لهذا الشخص أو تعريض له، إلا إن كان -والعياذ بالله- ممن يجهر بباطله ويعلن به ولا حول ولا قوة إلا بالله!