قال: وأما قولكم أن علياً رضي الله عنه نحى نفسه عن أمير المؤمنين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشاً يوم الحديبية على أن يكتب بينهم وبينه كتاباً فقال: للكاتب -وهو علي رضي الله عنه- اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقالوا: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك وما قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فقال: والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب يا علي: محمد بن عبد الله.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفضل من علي، فلما جاء علي يكتب الصلح بينه وبين معاوية قال: كتب علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ورفضت كلمة أمير المؤمنين وتركها علي لأجل الصلح، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك كتابة رسول الله للمصلحة الشرعية، ولعقد الصلح الذي أمره الله به، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفضل من علي؛ أخرجتم من هذه؟ قالوا: الله منعنا.
من هذا الحوار رجع من الخوارج عشرون ألفاً وانضموا إلى علي رضي الله عنه، وبقي من الخوارج أربعة آلاف، وهؤلاء هم الذين واجهوا في معركة النهروان وقتلهم علي رضي الله عنه.