ومن البشائر المتعلقة بالدين البشرى بموت الطاغية, فإذا مات طاغية أو إنسان مجرم جبار ظالم أو قتل فالبشرى بموته وقتله أيضاً مما ورد في هذه الشريعة, والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه في قصة ذلك الصحابي الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لقتل أبي رافع الذي كان يهجو النبي عليه الصلاة والسلام ويؤذي المسلمين, فلما ضربه بالسيف ووضعه في بطنه وسمع صوت العظم خرج دهشاً قال: [حتى أتيت السلم أريد أن أنزل فسقطت منه فانخلعت رجلي فعصبتها ثم أتيت أصحابي أحجل فقلت: انطلقوا فبشروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني لا أبرح حتى أسمع الناعية, فلما كان الصبح صعد الناعية فقال: أنعى أبا رافع , فقال: فقمت أمشي ما بي قلبة, فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا] أي: كانت رجله مكسورة, لكنه لحق أصحابه، وكان انتظر طوال الليل إلى الصباح ليسمع الناعي قبل أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيبشروه.
إذاً: فالبشرى بموت طاغوت أو طاغية من آداب هذه الشريعة.