من آداب المسجد أن الإنسان إذا دخل المسجد لا يجلس مباشرة دون أن يفعل شيئاً وإنما أمر بشيء يعظم به بيت الله تعالى، ويكرم موضع العبادة ألا وهو تحية المسجد؛ لأن الداخل يبتدئ بهما كما يبتدئ الداخل على القوم بالتحية، ولذلك سميت تحية المسجد: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) وهذا الأدب يتعلق به أحكام فقيه، مثلاً: هل التحية سنة أو واجبة؟ وجمهور العلماء على الاستحباب، واحتجوا بحديث الأعرابي: (هل عليَّ غيرهن قال: لا، إلا أن تطوع) وذهب بعضهم إلى الوجوب.
وعلى أي حال، فإن الإنسان لا يفوت هذا الأجر.
وكذلك مسألة تحية المسجد وقت النهي فقد ذهب الشافعي رحمه الله وغيره إلى أن تحية المسجد وقت النهي لا بأس بها؛ لأنها صلاة ذات سبب، وأما بالنسبة إلى قطعها إذا أقيمت الصلاة، إذا كان الإنسان في آخر الصلاة أتم خفيفة، وإذا كان في أولها أو وسطها قطعها، وحتى لو كان في خطبة الجمعة والإمام يخطب فإن المأموم يصلي تحية المسجد إذا دخل، والمسجد الحرام إذا دخله للطواف كان طوافه هو التحية، وإذا دخله للصلاة كان تحيته كبقية المساجد صلاة ركعتين، لكن صلاة ركعتين في المسجد الحرام تحية ضعف تحيات بقية المساجد، بمائة ألف ضعف، فكل صلاة مشروعة في المسجد الحرام تضاعف، ولو كانت الركعتين الطواف، أو صلاة ركعتين بعد طلوع الشمس، أو تحية المسجد، أو الجنازة، وغير ذلك.