وينبغي التأكيد على قضية الاستئذان على المحارم لئلا يكون في ذلك انكشاف للعورة واطلاع عليها، وقد سأل رجلٌ حذيفة فقال: أستأذن على أمي؟ فقال: [إن لم تستأذن عليها رأيت ما تكره] وكذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: [عليكم بالإذن على أمهاتكم وأخواتكم] وجاء عن موسى بن طلحة قال: [دخلت أنا وأبي على أمي، فدخل فاتبعته، فالتفت إليَّ فدفع بصدري وقال: أتدخل بغير إذن؟] فهذا الأب عاتب ابنه على الدخول على أمه بدون استئذان، يعني: هو زوجها يدخل عليها؟ وسأل عطاء ابن عباس، فقال: [أستأذن على أختي؟ قال: نعم، قال: إنها في حجري أنا الذي أربيها -قد تكون يتيمة- قال: أتحب أن تراها عريانة؟].
فإذاً: هذه الآثار الصحيحة كما بين ابن حجر رحمه الله تدل على الاستئذان حتى على المحارم، ويستأذن الرجل على أمه ولو كانت عجوزاً، وأن هذا الاستئذان أمرٌ مفروض لعموم البلوى التي تحصل داخل البيوت، وربما يكون الخطر من الداخل أعظم من الخطر من الخارج.