وهي سنة مجهولة عند كثيرين، عن أبي بردة عن أبيه قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواكٍ بيده يقول: أع أع، والسواك في فيه كأنه يتهوع) رواه البخاري.
ومعنى يستن: من السِّن أو من السَّن، بكسر السين من السِّن؛ لأن السواك يمر على الأسنان، وبالفتح يقال: السَّن؛ لأنه يسن الأسنان أي يحدها، فيكون مأخوذاً من سن السكين وسن المقص، وهذا السواك يسن الأسنان.
وقوله: (أع) يسمى في اللغة: حكاية فعل، الراوي يريد أن يحكي ما هو الصوت الذي صدر من النبي عليه الصلاة والسلام.
فجعل السواك على طرف لسانه، والمراد الطرف الداخل وليس الطرف الخارج، كما جاء في رواية أحمد: (يستن إلى فوق) ولهذا قال هنا: كأنه يتهوع، أي: يتقيأ، له صوتٌ كصوت المتقيئ، كما ذكر في الحديث، فيستفاد منه مشروعية السواك على اللسان طولاً، وهذه سنة مجهولة، فلا يقتصر على الأسنان، بل يسوك اللسان طولاً حتى يدخل إلى الداخل حتى كأنه يتهوع.
ففيه أن السواك لا يختص بالأسنان، وإنما يشمل اللسان أيضاً، وأن التنظيف والتطييب فيه إزالة الأذى عن كل ما هو داخل الفم.