في الحديث:
"مثل الصانع الذي يحتسب في صنعته الخير؛ كمثل أم موسى..".
كذا قال، ولم يذكر صحابيه ولا من رواه، ومع ذلك تجرأ الرفاعي - كعادته - جرأة سوف يحاسبه الله تعالى عليها حساباً عسيراً إلا أن يعفو، فأورده في "مختصره"، وتبعه بلديه الصابوني في "مختصره" أيضاً (2/ 475) ، وقد التزما أن لا يذكرا في كتابيهما من أحاديث "تفسير ابن كثير" إلا الصحيح! وزاد الأول - كعادته أيضاً - أنه صرح بصحته في "فهرسه" (3/ 7) ! هداهما الله تعالى.
(تنبيه) : لقد أورد الغزالي حديث الترجمة في "الإحياء" (1/ 262) دون عزو أو تخريج كعادته، فقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء":
"أخرجه ابن عدي من حديث معاذ، وقال: مستقيم الإسناد، منكر المتن".
وأقره العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (4/ 433) ! وهو وهم عجيب، وخلط غريب، لا أدري كيف وقع ذلك لهما؛ فإن هذا المتن لم يخرجه ابن عدي مطلقاً، وإنما أخرجه بلفظ:
"مثل الذي يحج ... ".
وهو الذي قال فيه ابن عدي - كما عزاه العراقي إليه -:
"مستقيم الإسناد، منكر المتن"!
وإنما روى حديث الترجمة: "مثل الذي يغزو.." سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وغيرهما عن جبير بن نفير مرسلاً كما تقدم، فكأنه اختلط على العراقي أحدهما بالآخر، وغفل عن ذلك الزبيدي، فاقتضى التنبيه. والله ولي التوفيق.