"والخطأ فيه من ابن عياش".

قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (286/ 2) :

"هذا الحديث لم يتعقبه السيوطي، وتعقبه الذهبي في "تلخيصه" فقال: هذا إسناد صالح ومتن غريب لا يليق إيراده في الموضوعات".

وقد روى هذا اللفظ الثاني الديلمي بإسناده على وجه آخر، من طريق ابن أبي حاتم: حدثنا أيوب بن سلمان بن عبد الحميد النهراني: حدثنا محمد بن مخلد: حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عوف بن مالك مرفوعاً به.

قلت: ورجاله ثقات غير أيوب النهراني؛ فلم أعرفه، لا هو ولا هذه النسبة، ولعل الأصل (البهرائي) نسبة إلى بهراء، وهي قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص من الشام، كما في "الأنساب" وغيره، فلعل الرجل شامي مترجم في "تاريخ دمشق" لابن عساكر.

وفي الإسناد علة وهي الانقطاع بين عبد الرحمن بن جبير وعوف بن مالك؛ فإنهم لم يذكروا له رواية عنه، وإنما لأبيه، وبين وفاتيهما خمس وأربعون سنة. وعليه؛ يلزم أن يكون عبد الرحمن بن جبير مات وله من العمر ستون سنة تقريباً حتى يمكنه السماع منه، وهذا مما لم يذكروه، وقد أشار السيوطي إلى الانقطاع في "الجامع الكبير" على خلاف عادته؛ بقوله:

"الديلمي عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك".

كذا في نسختنا المصورة عن المخطوطة، وأنا أظن أنه سقط منها "عبد الرحمن ابن"؛ لأنه لا معنى لذكر أبيه جبير بن نفير وقد سمع من عوف بخلاف ابنه عبد الرحمن، فذكره مناسب للإشارة إلى ما ذكرته. والله سبحانه وتعالى أعلم.

ثم وقفت له على لفظ ثالث؛ فقال ابن كثير في "تفسيره" (3/ 148) : جاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015