قال: فلم حرم الله تعالى لحم الخنزير؟ قال: لأنه يورث البرص، قال: فلم حرم الله الربا؟ قال: لئلا يتدافع الناس المعروف.
قال محمد بن مسعر كنت جالساً مع حماد بن زيد، فمر بنا عمرو بن بانة المغني، فقلت له: قل لنا شيئاً فرفع صوته وعنى: [الخفيف]
ما جرت خطرة على القلب من ... إلا استترت من أصحابي
من دموعٍ تجري فإن كنت وحدي ... خالياً استعدت دمعي انتحابي
فبكى حماد وقال هذا شوق مخلوق آدمي إلى آدمي مثله فكيف الشوق إلى الحور العين، وما وصفهن الله به.
كان الحسن يقول: لا تحمل على هم يومك هم غدك، فحسب كل يوم همه.
قال كسرى أنوشروان: إنه لا يصلح الملك إلا لرجل صدوق، شجاع، حلين، جواد، لأن الملك إذا كان كذوباً لم يطمع فيه وليه. إذا أطعمه، ولم يغدوه إذا أخافه، وإذا كان جباناً لم يدفع عن بيضة ملكه، وإذا لم يكن حليماً استنفره الشيء اليسير، ثم يذم عليه، وإذا كان شحيحاً لم يكن مناصحاً.
قال أبو مسلم صاحب الدولة إذا طلب المذنب العفو، وضمن التوبة، فمعاقبة في عقوبة ألأم منه في معصيته.
حكي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: في الطيب ثلاث خصال، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، ما مس رحلاً طيباً إلا زاد في عقله، ولا حضر مجلساً إلا ورفع له عن صدره، وسمعوا قوله، ولا مر في طريق إلا قال الناس من مر في الطريق.
يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً على أصحابه، وقد أعلنوا بمفاخرهم في الجاهلية، فقال لعلي عليه السلام: "قم فاذكر مفاخرك في الإسلام".
فقال، فقال شعراً: [الوافر]
محمد النبي أخي وصهري ... وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي ... يطير مع لملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي ... منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ابناي منها ... فمن هذا له سهم كسهمي
سبقتكم إلا الإسلام طراً ... غلاماً ما بلغت أوان حلمي
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقت يا أبا الحسن" جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن يؤمنه الله من الفاقة، والفقر، فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
لبعضهم:
لم أنس إذ قالت غداة النوى ... ودمعها منحدر واكف
لأنت أحلى من لذيذ الكرى ... ومن أمان قاله خائف
قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: ثلاث القليل منهن كثير: الفقر منه كثير، والمرض منه كثر، والعداوة منه كثير.
ودع العتابي رجلاً يريد بغداد، فقال له: إنك تأتي بلداً قد اصطلح أهله على سقم السريرة، وزور العلانية، كلهم يعدك كله، ويمنعك أهون شيء عليه.
قال الجمال: قالت لي امرأتي، وقد أصبحنا في يوم مطير ليس بطيب اليوم فقلت لها: الطلاق فسكتت عني.
قال بعضهم: كان في جوارنا فتى من عذرة يهوى ابنة عم له، فبلغه أن عبداً أسوداً كان يأتيها لمرتبله فغمه لك، فمر ببابها يوماً، فقال ورفع عقيرته: [البسيط]
شابت أعالي فروتي وامتحا شعري ... فيما أحدث عن قمرية الوادي
نبئت أن غراباً بات محتضناً ... قمرية بين أغصان، وأعوادي
قال فسمعت شعره فخرجت إليه تقول مجيبة له: [البسيط]
حاشا لقمرية بالطلح مسكنها ... إن سبيتم إلى الغربان في الوادي
لا تقبلن من الواشي فإن له ... قولاً يفرق بين الماء والادي
قال الحسن البصري: لا يخرج العبد من الدنيا إلا بثلاث حسرات: حسرة أنه لم يدرك ما أمل، وأخرى أنه لم يشبع بما جمع، وأنه لم يحسن الزاد فيما يقدم عليه.
قال محمد بن داود الأصفهاني الهجر على أربعة أضرب: هجر ملال، وهجر دلال، وهجر مكافأة على الذنوب، وهجر البغض الطبيعي المتمكن في القلب، فأما الهجر الملال فيبطله مرور الأيام والليالي، وأما هجر الدلال فهو من كثر الوصال، وأما الهجر الذي يتولد عن الذنب فالتوبة تخرجه عن القلب، وأما الهجر الذي يوجبه البغض الطبيعي، فهو الذي لا دواء له إلا الموت الحقيقي.