وَاسم هَذَا الْيَهُودِيّ الْمَقْتُول أَبُو سعيد وَكَانَ لَهُ ابْن وَأَخ وَقيل إِنَّه لَا يعرف مدى غناهُ إِلَّا الله فقد كَانَ على سقف دَاره ثَلَاثمِائَة جرة من الْفضة زرع فِي كل مِنْهَا شَجَرَة كَأَنَّهَا حديقة وَكلهَا أَشجَار مثمرة وَقد كتب أَخُوهُ لما ملكه من الْفَزع رِسَالَة للسُّلْطَان يَقُول فِيهَا إِنِّي أقدم للخزانة مِائَتي ألف دِينَار مغربي حَالا فَأمر السُّلْطَان بِعرْض الرسَالَة على النَّاس وتمزيقها على الْمَلأ وَقَالَ كونُوا آمِنين وعودوا إِلَى بُيُوتكُمْ فَلَيْسَ لأحد شَأْن بكم ولسنا بحاجة لمَال أحد واستمالهم إِلَيْهِ
وَكَانَ لكل مَسْجِد فِي جَمِيع المدن والقرى الَّتِي نزلت بهَا من الشَّام إِلَى القيروان نفقات يقدمهَا وَكيل السُّلْطَان من زَيْت السرج والحصير والبوريا وسجاجيد الصَّلَاة ورواتب القوام والفراشين والمؤذنين وَغَيرهم وَكتب وَالِي الشَّام فِي بعض السنين إِلَى السُّلْطَان بِأَن الزَّيْت قَلِيل ثمَّ اسْتَأْذن فِي أَن يصرف للمساجد الزَّيْت الْحَار الْمُسْتَخْرج من بذور الفجل واللفت فَأُجِيب إِنَّك مَأْمُور لَا وَزِير وَلَيْسَ من الْجَائِز أَن تغير أَو تبدل فِي شَيْء يتَعَلَّق بِبَيْت الله
ويتقاضى قَاضِي الْقُضَاة ألفي دِينَار مغربي فِي الشَّهْر ومرتب كل قَاض على قدر مرتبته ذَلِك حَتَّى لَا يطْمع الْقُضَاة فِي أَمْوَال النَّاس أَو يظلمونهم
وَالْعَادَة فِي مصر أَن يقْرَأ مرسوم السُّلْطَان فِي الْمَسَاجِد فِي منتصف رَجَب وَهُوَ
يَا معشر الْمُسلمين حل موسم الْحَج وسيجهز ركب السُّلْطَان كالمعتاد وسيكون مَعَه الْجنُود وَالْخَيْل وَالْجمال والزاد وينادى بذلك فِي شهر رَمَضَان