مغربي وَبعد مُدَّة شرعوا فِي هدم المئذنة بِحجَّة أَنَّهَا لم تبع فَأرْسل لَهُم الْحَاكِم قَائِلا بقد بعتموني هَذَا الْمَسْجِد فَكيف تهدمونه فَأَجَابُوا نَحن لم نبع المئذنة فَأَعْطَاهُمْ خَمْسَة آلَاف دِينَار ثمنا لَهَا وَكَانَ السُّلْطَان يُصَلِّي فِي هَذَا الْمَسْجِد طوال شهر رَمَضَان وَأَيَّام الْجمع من بَقِيَّة الشُّهُور
ومدينة مصر مشيدة على ربوة خشيَة فيضان المَاء عَلَيْهَا وَهَذِه الربوة كَانَت مغطاة فِي وَقت مَا بأحجار كَبِيرَة جدا فَكسرت وسويت وَيُقَال الْآن للأماكن الَّتِي لم تسو عقبَة وتبدو مصر كَأَنَّهَا جبل حِين ينظر اليها من بعيد
وبمصر بيُوت مكونة من أَربع عشرَة طبقَة وبيوت من سبع طَبَقَات وَسمعت من ثِقَات أَن شخصا غرس حديقة على سطح بَيت من سَبْعَة أدوار وَحمل اليها عجلا رباه فِيهَا حَتَّى كبر وَنصب فِيهَا ساقية كَانَ هَذَا الثور يديرها وَيرْفَع المَاء إِلَى الحديقة من الْبِئْر وَزرع على هَذَا السَّطْح شجر النارنج والترنج والموز وَغَيرهمَا وَقد أثمرت كلهَا كَمَا زرع فِيهَا الْورْد وَالريحَان وأنواع الزهور الْأُخْرَى
وَسمعت من تَاجر ثِقَة أَن بِمصْر دورا كَثِيرَة فِيهَا حجرات للِاسْتِغْلَال أَي للإيجار ومساحتها ثَلَاثُونَ ذِرَاعا فِي ثَلَاثِينَ وتسع ثَلَاثمِائَة وَخمسين شخصا وَهُنَاكَ أسواق وشوارع تضاء فِيهَا الْقَنَادِيل دَائِما لِأَن الضَّوْء لَا يصل إِلَى أرْضهَا ويسير فِيهَا النَّاس
وَفِي مصر سَبْعَة جَوَامِع غير جَوَامِع الْقَاهِرَة والمدينتان متصلتان وَفِيهِمَا مَعًا خَمْسَة عشر جَامعا (مَسْجِد جُمُعَة) وَذَلِكَ لتلقى خطْبَة الْجُمُعَة وَالصَّلَاة