مولي أَمِير الْمُؤمنِينَ واسْمه جستان إِبْرَاهِيم وَقد رَأَيْت فِي شميران رجلا طيبا من دربند اسْمه أَبُو الْفضل خَليفَة بن عَليّ الفيلسوف كَانَ رجلا فَاضلا أضافنا وَأَكْرمنَا وَقد تناظرنا مَعًا واتصلت بَيْننَا الصداقة سَأَلَني علام عزمت فَقلت أَنِّي أنوي الْحَج قَالَ أُرِيد أَن تمر بِنَا فِي عودتك حَتَّى أَرَاك
وَفِي السَّادِس وَالْعِشْرين من محرم (3 أغسطس 1046) غادرت شميران وَفِي الرَّابِع عشر من صفر (21 أغسطس) بلغت مَدِينَة سراب وغادرتها فِي السَّادِس عشر (23 أغسطس) ثمَّ مَرَرْت بِسَعِيد آباد وَبَلغت تبريز فِي عشْرين صفر 43 {27 أغسطس 1046) وَكَانَ ذَلِك فِي الْخَامِس من شهر يور الشَّهْر الْقَدِيم وتبريز قَصَبَة ولَايَة آذربيجان وَهِي مَدِينَة عامرة وَقد قست طولهَا وعرضها فَكَانَ كل مِنْهُمَا الْفَا وَأَرْبَعمِائَة قدم وَكَانَ ملك ولَايَة آذربيجان يذكر هَكَذَا فِي الْخطْبَة الْأَمِير الْأَجَل سيف الدولة وَشرف الْملَّة أَبُو مَنْصُور وهسودان بن مُحَمَّد مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ وحكوا لي أَنه فِي لَيْلَة الْخَمِيس السَّابِع عشر من ربيع الأول 434 (5 ديسمبر 1042) فِي الْأَيَّام المسترقة بعد الْعشَاء زلزلت الأَرْض فخرب جُزْء من الْمَدِينَة وَلم يصب الْجُزْء الآخر بِسوء وَيُقَال إِنَّه هلك فِيهَا حِينَئِذٍ أَرْبَعُونَ ألف نسمَة وَرَأَيْت فِي تبريز شَاعِرًا اسْمه قطران يَقُول شعر