كَانَ مَعنا أَنا وَأخي وَغُلَام هندي كَانَ يصحبنا زَاد قَلِيل فَذهب أخي للقرية ليَشْتَرِي شَيْئا من الْبَقَّال فَقَالَ لَهُ أحدهم مَاذَا تُرِيدُ أَنا الْبَقَّال فَقلت كل مَا عنْدك يناسبنا فَإنَّا غرباء وعابرو سَبِيل فَقَالَ لَيْسَ عِنْدِي شَيْء أبدا وَبعد ذَلِك كنت أَقُول إِنَّه بقال خرزويل عَن كل شخص فِي أَي مَكَان يَقُول كلَاما من هَذَا النَّوْع
بعد مغادرة هَذِه الْقرْيَة جزنا منحدرا صعبا وَبعد مسيرَة ثَلَاثَة فراسخ بلغنَا قَرْيَة تسمى الْخَيْر من أَعمال طارم كَانَ جوها حارا وَبهَا شجر كثير من الرُّمَّان والتين ومعظمه بري وَمن هُنَاكَ اجتزنا نَهرا يُسمى شاه رَود عَلَيْهِ قَرْيَة تسمى خندان تجبى فِيهَا المكوس من قبل أَمِير الْأُمَرَاء وَهُوَ من مُلُوك الديلم وَحين يخرج النَّهر مِنْهَا يلتقي بنهر آخر اسْمه سبيدرود ثمَّ يدْخل النهران وَاديا شَرْقي جبال جيلان ويمر النَّهر بجيلان ثمَّ يصب فِي بَحر آبسكون بَحر قزوين وَيُقَال إِن ألفا وَأَرْبَعمِائَة نهر تصب فِي هَذَا الْبَحْر الَّذِي يُقَال إِن محيطه ألف وَمِائَتَا فَرسَخ وَإِن فِي وَسطه جزائر آهلة بالسكان وَقد سَمِعت هَذَا من كثرين
والآن أَعُود إِلَى رحلتي وَمَا كَانَ فِيهَا
وَمن خندان إِلَى شميران ثَلَاثَة فراسخ من صحراء صخرية كلهَا وشميران قَصَبَة ولَايَة طارم وعَلى حافة الْمَدِينَة قلعة مُرْتَفعَة مشيدة على صَخْر صلد محاطة بِثَلَاثَة أسوار وَقد حفرت فِي وَسطهَا قناة تجْرِي حَتَّى شاطىء النَّهر وَمِنْهَا يستخرجون المَاء ويحملونه إِلَى القلعة وَيُقِيم بهَا ألف رجل مُخْتَار من أَبنَاء عُظَمَاء الْولَايَة وَذَلِكَ حَتَّى لَا يَسْتَطِيع أحد أَن يضل أَو يثور وَيُقَال إِن لهَذَا الْأَمِير قلاعا كَثِيرَة فِي ولَايَة الديلم وَإِن الْعدْل والأمن مستتبان بهَا فَلَا يَسْتَطِيع أحد أَن يغتصب شَيْئا من غَيره بل إِن النَّاس هُنَاكَ يدْخلُونَ مَسْجِد الْجُمُعَة ويتركون أحذيتهم خَارِجَة فَلَا يَأْخُذهَا أحد وَيكْتب هَذَا الْأَمِير اسْمه هَكَذَا مرزبان الديلم جيل جيلان أَبُو صَالح