سفر نامه (صفحة 66)

يحملون المجامر ويحرقون العنبر وَالْعود

وَالْعَادَة فِي مصر أَن يسْجد الرِّجَال للسُّلْطَان وَأَن يدعوا لَهُ كلما قرب مِنْهُم وَجَاء بعد السُّلْطَان الْوَزير مَعَ قَاضِي الْقُضَاة وفوج كَبِير من أهل الْعلم وأركان الدولة وَقد ذهب السُّلْطَان إِلَى حَيْثُ ضرب الشراع على رَأس سد الخليج أَي فَم النَّهر وظل ممتطيا الْبَغْل تَحت السرادق مُدَّة سَاعَة وَبعد ذَلِك سلموه مزراقا ليضْرب بِهِ السد ثمَّ عجل الرِّجَال بهدمه بالمعاول والفؤوس والمخارف فانساب المَاء وَقد كَانَ مرتفعا وَجرى دفْعَة وَاحِدَة فِي الخليج

وَفِي هَذَا الْيَوْم يخرج جَمِيع سكان مصر والقاهرة للتفرج على فتح الخليج وتجرى فِيهِ أَنْوَاع الألعاب العجيبة

وَكَانَ فِي أول سفينة نزلت الخليج جمَاعَة من الخرس يسمون بِالْفَارِسِيَّةِ كنكت ولال لَعَلَّهُم يتفاءلون بنزولهم وَيجْرِي السُّلْطَان عَلَيْهِم صدقاته فِي هَذَا الْيَوْم

وَكَانَ للسُّلْطَان إِحْدَى وَعِشْرُونَ سفينة وَقد عمل لَهَا حَوْض خَاص قرب الْقصر فِي اتساع ميدانين أَو ثَلَاثَة وَطول كل سفينة مِنْهَا خَمْسُونَ ذِرَاعا وعرضها عشرُون ذِرَاعا وَكلهَا مزينة بِالذَّهَب وَالْفِضَّة والجواهر والديباج وَلَو وصفتها لسطرت أوراقا كَثِيرَة وَهَذِه السفن كلهَا مربوطة فِي الْحَوْض مُعظم الْوَقْت كالبغال فِي الاصطبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015