سفر نامه (صفحة 65)

فِي الْيَوْم الَّذِي ذهب السُّلْطَان فِي صباحه لفتح الخليج استأجروا عشر آلَاف رجل أمسك كل وَاحِد مِنْهُم إِحْدَى الجنائب الَّتِي ذكرتها وَسَارُوا مائَة مائَة وأمامهم الموسيقيون ينفخون البوق ويضربون الطبل والمزمار وَسَار خَلفهم فَوْج من الْجَيْش مضى هَؤُلَاءِ من قصر السُّلْطَان حَتَّى رَأس الْخُيُول أَتَت الْجمال وَعَلَيْهَا المهود والمراقد وَمن بعْدهَا البغال وَعَلَيْهَا العماريات

وَقد ابتعد السُّلْطَان عَن الْجَيْش والجنائب وَهُوَ شَاب كَامِل الْجِسْم طَاهِر الصُّورَة من أَبنَاء أَمِير الْمُؤمنِينَ حُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب صلوَات الله عَلَيْهِمَا كَانَ حليق شعر الرَّأْس يركب على بغل لَيْسَ فِي سَرْجه أَو لجامه حلية فَلَيْسَ عَلَيْهِ ذهب أَو فضَّة وَقد ارتدى قَمِيصًا أَبيض عَلَيْهِ فوطة فضفاضة كَالَّتِي تلبس فِي بِلَاد الْمغرب وَالَّتِي تسمى فِي بِلَاد الْعَجم دراعة وَقيل أَن اسْم هَذَا الْقَمِيص الدبيقي وَإنَّهُ يُسَاوِي عشر آلَاف دِينَار وَكَانَ على رَأسه عِمَامَة من لَونه ويمسك بِيَدِهِ سَوْطًا ثمينا وأمامه ثلثمِائة راجل ديلمي عَلَيْهِم ثِيَاب رُومِية مذهبَة وَقد حزموا خصورهم وأكمامهم وَاسِعَة كَمَا يلبس رجال مصر وَمَعَهُمْ النشاب والسهام وَقد عصبوا سيقانهم

ويسير مَعَ السُّلْطَان حَامِل المظلة رَاكِبًا حصانا وعَلى رَأسه عِمَامَة مذهبَة مرصعة وَعَلِيهِ حلَّة قيمتهَا عشرَة آلف دِينَار ذهبي مغربي والمظلة الَّتِي بِيَدِهِ ثمينة جدا وَهِي مرصعة ومكللة وَلَيْسَ مَعَ السُّلْطَان فَارس غير حَامِل المظلة وَقد سَار أَمَامه الديالمة وعَلى يَمِينه ويساره جمَاعَة من الخدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015