قبَّة عَظِيمَة جدا منقوشة بالميناء على نسق مَا وصفت وَهِي مفروشة بالحصير المغربي وَبهَا قناديل ومسارج معلقَة بالسلاسل ومتباعد بَعْضهَا عَن بعض وَبهَا محراب كَبِير منقوش بالميناء وعَلى جانبيه عمودان من الرخام لونهما كالعقيق الْأَحْمَر وَإِزَار الْمَقْصُورَة كُله من الرخام الملون وعَلى يَمِينه محراب مُعَاوِيَة وعَلى يسَاره محراب عمر رَضِي الله عَنهُ وسقف هَذَا الْمَسْجِد مغطى بالخشب المنقوش الْمحلى بالزخارف وعَلى بَاب الْمَقْصُورَة وحائطها المطلان على الساحة خَمْسَة عشر رواقا عَلَيْهَا أَبْوَاب مزخرفة ارْتِفَاع كل مِنْهَا عشرَة أَذْرع وَعرضه سِتّ عشرَة من هَذِه الْأَبْوَاب تفتح على الْجِدَار الَّذِي طوله عشرُون وَأَرْبَعمِائَة ذِرَاع وَخَمْسَة مِنْهَا على الْجِدَار الَّذِي طوله خَمْسُونَ وَمِائَة ذِرَاع وَقد زين بَاب مِنْهَا غَايَة الزِّينَة وَهُوَ من الْحسن بِحَيْثُ تظن أَنه من ذهب وَقد نقش بِالْفِضَّةِ وَكتب عَلَيْهِ اسْم الْخَلِيفَة الْمَأْمُون وَيُقَال انه هُوَ الَّذِي أرْسلهُ من بَغْدَاد وَحين تفتح الْأَبْوَاب كلهَا ينير الْمَسْجِد حَتَّى لتظن أَنه ساحة مكشوفة أما حِين تعصف الرّيح وتمطر السَّمَاء وتغلق الْأَبْوَاب فان النُّور ينبعث لِلْمَسْجِدِ من الكوات وعَلى الجوانب الْأَرْبَعَة من الْحرم المسقوف صناديق من مدن الشَّام وَالْعراق يجلس بجانبها المجاورون كَمَا هُوَ الْحَال فِي الْمَسْجِد الْحَرَام بِمَكَّة شرفها الله تَعَالَى
وخارج هَذَا الْحرم عِنْد الْحَائِط الْكَبِير الَّذِي مر ذكره رواق بِهِ اثْنَان وَأَرْبَعُونَ طاقا وكل أعمدته من الرخام الملون وَهَذَا الرواق مُتَّصِل بالرواق المغربي
وَتَحْت الأَرْض فِي الْحرم المسقوف حَوْض جعل بِحَيْثُ يكون فِي مستوى